لمشاهدة الحلقة الخامسة من برنامج حبر صوتي اضغط هنا
من ضمن برنامج حبر صوتيّ، تناولن الصحفي الطيب غنايم موضوعَةً في غاية الأهميّة عَبْرَ حوارٍ مثرٍ مَعَ الدكتور محمد يحيى طبيبٍ متقاعدٍ ومؤرخ علوم عربية اسلامية، يعمل في حقل الأبحاث العلمية والتّأريخ العلميّ منذ قرابة أربعة عقود. ابتدأ صديقنا الباحث مشوارَهُ العلميّ في ألمانيا، حيثُ دَرَسَ الطّبَّ، وشاءَت الأقدار أن يلتقي هناك بأحد أعمدة البحث العلميّ في تاريخ العلوم العربيّة والإسلاميّة، العلّامة فؤاد زسكين. لم يكن هذا اللقاء مجرَّدَ صدفة، إذ شكَّل نقطة فاصلة في حياة هذا التّلميذ، الذي واصَلَ دراستَه الطّبّ التّقليديّ في جامعات ألمانيا، وفي ذات الآن باشَرَ العمَلَ على مشروع سوف يبتلعُهُ طيلَةَ عقود طويلة.
بعد عودته من ألمانيا، أسَّسَ جمعيّة الزّهراوي للبحوث العربيّة الإسلاميّة، والتي عُنِيَت بتاريخ العلوم العربيّة. كان هذه الجمعيّة مغايرةً في المشهد الثّقافيّ في الدّاخل بل وسبّاقة واستثنائيّة. وبرغم أنّ جمهور هذا النّوع من الاختصاص ليس كبيرًا، إلّا أنّ الجمعيّة نجحت في استقطاب جمهور لا يزال مخلصًا لهذه الدّرب. ولم يتوقّف مؤسّسها عند هذا فقط، بل توغَّلَ أكثرَ فأكثرَ في المشاريع المستقلّة، إلى أن وصلَ إلى إنشاء مركز أبحاث المثلّث، المركز العلميّ الرّائد الذي سنقف على تفاصيل إنجازاته خلال حلقتنا هذه. لم تنجح المجلس البلديّ بتوفير أرض لمركز الأبحاث هذا، وهو كان من شأنه أن يُجْهِضَ المشروع، إلّا أن صاحبنَا لم يدخل اليأسُ قلبَهُ، وما كان منه إلّا أن خصَّصَ قطعة أرضٍ (تعود ملكيّتها لأخيه، الشّريك في المشروع العلميّ)، ليتمّ إنشاء مركز الأبحاث عليها.
هذه الخطوات ليس بالمفهومة ضمنًا، يدور الحديث عن طبيب وباحث فذّ وشخصيّة وَهَبَت نفسها للمساهمة المجتمعيّة عن طريق البحث العلميّ وبحث تاريخ العلوم. لتناول هذه المواضيع الهامّة، من العلوم العربيّة الإسلاميّة، تاريخها، طردها من التّاريخ، ووضعها الرّاهن قمنا بالتّوجّه إلى مركز أبحاث المثلّث المتواجد في قرية كفر قرع في المثلثّ، لنلتقي بمؤسّسه، مديره السّابق وعضو إدارته، د. محمّد يحيى.